- كلمة العرب الواحدة تستطيع أن تحقق المستحيل... وعلينا أن نصبح صفا واحدا- العالم لا يستطيع أن يقف أمامنا لو ت

مصر,يوم,السعودية,الأرض,حماية,طالب,العالم,المملكة العربية السعودية,النفط,سلاح,الغربية,الحدود,مياه

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

محمد فودة يكتب:  انقاذ فلسطين يبدأ بوحدة العرب 

الشورى

- كلمة العرب الواحدة تستطيع أن تحقق المستحيل... وعلينا أن نصبح صفا واحدا 

 

- العالم لا يستطيع أن يقف أمامنا لو توحدت الجهود... وما نملكه لا يملكه غيرنا 

- القمة العربية الطارئة فرصة للانقاذ وتوحيد الصفوف المخرج الوحيد من الأزمة 

 

- مصر تقم كل ما لديها من أجل القضية... والعرب قادرون على إخضاع العالم لما يريدون

 

توقفت بالتأمل والتفكير فى الطلب الرسمى الذى تقدمت به كل من المملكة العربية السعودية وفلسطين إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لعقد دورة غير عادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة برئاسة المملكة التى ترأس الدورة الحالية فى الرياض. قادنى التفكير فى أمر هذه القمة الطارئة التى ستعقد فى الرياض يوم 11 نوفمبر 2013 الى الاستبشار خيرا بدرجة كبيرة، ليس فقط بسبب ما تم إعلانه من أن القمة ستسعى إلى التوصل إلى رأى عربى موحد إزاء التصعيد الغاشم للاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة، ولكن لأن الإجتماع فى حد ذاته يستحق الرهان عليه، بعد أن طالب المواطنون العرب فى كل مكان بموقف عربى قوى يتناسب مع حجم الأزمة التى يعانى منها الشعب الفلسطينى. قطاعات كثيرة من بين من تحدثت معهم، كانت لديهم تطلعاتهم وأحلامهم وما يريدونه من هذه القمة، فالبعض يرى أننا فى حاجة ملحة للتنسيق بين المواقف العربية فى مواجهة العدوان الإسرائيلى على غزة، وهو التنسيق الذى سيكون قادرا وحده على صياغة موقف موحد للحد من آثار العدوان الذى بدأ ولا يبدو أنه يمكن أن يتوقف، والبعض قال أننا قادرون على أن نضع حدا لمأساة الشعب الفلسطينى إذا ما اتحدنا وتوحدنا، وآخرون ذهبوا إلى أن هذه القمة دليل واضح على الأمة العربية يمكن أن تكون لها كلمتها القوية فى مواجهة إسرائيل. على مدار العقود الماضية كنت أتابع باهتمام شديد ما يحدث فى فلسطين، وكنت أقول لكل من أعرف أن الحل بسيط وفى أيدينا، لكننا نهمل كثيرا فى تفعيله، فالوحدة العربية وتكاتف الدول وتضافر جهودها وانضمامها بعضا إلى بعض يمكن أن يحقق المعجزات، وكنت أضرب لمن يستنكرون ما أقوله مثلا واضحا بما حدث فى حرب أكتوبر. لقد كانت الحرب فى أكتوبر 73 فى الأساس بين مصر وإسرائيل، لكن جهود العرب ودعمهم ومساندتهم لمصر، كل ذلك لعب دورا كبيرا فى تحقيق النصر، بل إن لجوء العرب لاسخدام سلاح النفط فى مواجهة الدول الغربية التى كانت تدعم إسرائيل كان له مفعول السحر فى تحقيق الإنتصار الكبير الذى حظى به الجيش المصرى بجهده وعرقه وتدريبه وسلاحه ودعم الأشقاء. فى حرب أكتوبر حصل العرب على كلمة السر فى قوتهم وقدرتهم على تمرير ما يريدون، وقفوا على الشفرة التى يمكن من خلالها أن يحققوا كل ما يريدون دون أن يقف فى طريقهم أحد، أو يعطل مسيرتهم أحد، وكان السؤال هو: لماذا لا يعود العرب مرة أخرى إلى تفعيل هذا السلاح، لماذا نسوا كلمة السر، وتجاهلوا الشفرة التى أعانتهم فى الحصول على حقهم.

لقد لعبت إسرائيل دورا كبيرا خلال السنوات التى أعقبت حرب أكتوبر فى تفتيت العرب وتفريقهم وتشتيت جهودهم، حتى لا تجد نفسها مرة أخرى فى مواجهة هذه القوة الجبارة، نشرت الفتن، وقادت المؤامرات، واستخدمت سلاح الإغراءات والترهيب، وأدخلت الدول العربية فى موجات من الفوضى حتى تنشغل بنفسها، ولا تلتفت إلى أن هناك خصم واضح وعدو يقف على الحدود. أعتقد أن ما يحدث فى غزة الآن يمكن أن يكون فرصة كبيرة لأن ندرك مكامن قوتنا وقدرتنا على تحدى أى قوة فى أى مكان، ندرك أن لدينا ما نستطيع أن نقف به فى وجه العالم، ونقول له لا، بل يمكننا أن ننظر إلى أى قوة فى العالم على أنه قوة لا يمكن أن تساورى ما لدينا، فكل قوة يمكننا أن نحطمها أو نتجاوزها. لقد تجاوز عدد من الكتاب والمدونين الإسرائيليين فى حقنا، عندما كتبوا أن 22 دولة عربية ولا تستطيع إدخال زجاجة مياه واحدة إلى قطاع غزة، قال ذلك ناسيا ومتجاهلا أن التواطؤ الغربى مع إسرائيل هى من فرضت هذا الوضع، لكنه لم يلتفت إلى أن مصر استطاعت أن تكسر أنف إسرائيل وتجبرها على التراجع، واستطاعت إدخال مساعدات غذائية وطبية إلى القطاع، صحيح أن المساعدات ليست كافية، لكن فى النهاية كسرت قرار إسرائيل التى كانت لا تريد السماح بدخول أى شئ إلى غزة. لقد لعبت الدول العربية أدوارا مختلفة فى مواجهة هذا العدوان الإسرائيلى الغاشم، فعلت ذلك من خلال أدواتها السياسية والديلوماسية ولم تدخر جهدا لإنهاء الأزمة فى مواجهة تعنت إسرائيلى ودعم غربى بلا حدود لآلة التوحش الإسرائيلية، واستطاعت أن تحقق خطوات مهمة على الأرض. وكنت أقول دائما أن هذه الخطوات التى تم تحقيقها على الأرض تحتاج إلى استثمارها، بحيث نصل إلى أعلى درجة من درجات تعظيمها، وهو ما بدأ من خلال القمم الثنائية التى استضافتها بعض الدول العربية وعلى رأسهم مصر بالطبع، التى لا تنام منذ بدأت هذه الأزمة، وقد وضعت على عاتقها إنهاء هذه الأزمة بأقل قدر من الخسائر. القمة العربية الطارئة تجعلنى أتحدث بلسان العرب فى كل مكان، والحديث إلى القادة القادرين على العمل والتعاون والإنجاز، فلدينا كل ما يجعلنا القوة الأكبر والأهم والأعظم فى العالم كله، لا يستطيع أن يقف أحد أمامنا، أو يستطيع منعنا مما نريد تحقيقه، لن يقف أمامنا أحد ونحن نعيد الحقوق إلى أصحابها فى فلسطين، لن يحتج علينا أحد ونحن نسير فى طريق الحق العربى. لقد ظللنا لسنوات طويلة بعيدين عن التجمع على كلمة واحدة، وجاء الوقت لنعرف جميعا أن ما حدث كان مخططا له بعناية، فلا يوجد أحد ولا توجد قوة فى العالم تريد لنا أن نجتمع على كلمة واحدة، لا أحد يريد للعرب أن يقفوا صفا واحدا، بل يريدون ويخططون لأن نصبح فرقا متقالتة، كل دولة مشغولة بنفسها، لا تهتم بأشقاءها ولا تمد لهم يد العون، وعندما وصلنا إلى هذه الدرجة ضعفنا جميعا، دون أن ننبته أن هناك من يعيش على ضعفنا، ويجد قوته فى تفرقنا وتشتنا وتباعدنا عن بعضنا البعص. ليسمح لى العرب جميعا فى أن أقول لهم، تكفى كل السنوات التى مضت ونحن كل منا فى طريق، تكفى السنوات التى مضت دون أن يجمعنا هدف واحد نعمل من أجل تحقيقه دون أن يحول بيننا وبين ذلك أحد، تكفى السنوات التى مضت ونحن نبدد ثرواتنا وقدراتنا ومواردنا على ما لا يفيدنا، فنحن قادرون على حماية أنفسنا، ونحن قادرون على إعادة حقوقنا، دون أن يكون لأحد فضل علينا. ما رأيكم جميعا أن نقف صفا واحدا، فالوحدة العربية هى الحل الوحيد لكل الأزمات التى نمر بها، ومهما قالوا لنا عن حلول أخرى، فإنهم فى الغالب يريدون أن يصرفونا عن مصدر القوة الوحيد الذى نملكه، وهو أن يقف الشقيق فى كتف شقيقه، وأن نتصدى لقضايانا بكلمة واحدة، وليس بكلمات متناقضة يضيع تأثيرها فى الهواء دون أن ننجز شيئا على الإطلاق.

إن الشعوب العربية قادرة على أن تدعم حكوماتها وقياداتها، وقد أبدت شعورا فيضا تجاه القضية، بل إن الأجيال الجديدة بدأت تهتم وتعرف ما الذى يجب علينا فعله بالتحديد، وعلى الأنظمة العربية أن تستغل حالة الحشد هذه من أجل أن نتقدم على طريق تحقيق أهدافنا وأحلامنا. إننى أناشد القادة العرب الذين سيجتمعون فى الرياض أن يخرجوا بما يحقق آمال وطموحات الشعوب العربية، نريد كلمة واحدة، نريد صفا واحدا، نريد انتصارا لشعب فلسطين، نريد أن نقول للعالم كله أننا نقدر على تحقيق المستحيل، لأننا فعلا بوحدتنا نستطيع أن نفعل ذلك.